زواج في الجنة

الزواج في الجنه

في الجنة نكاح ومقاربة ولكن ليس كما في الدنيا.. اللذة اكثر ولكنها روحيه.. هنا غفلة.. وهناك ذكر ودعاء.. أي لذة ادخرها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين؟.. فليس عبثاً حينما ندعو (( وزوجني من الحور العين)).

تقول بعض النساء: اذا كان دعاء الرجال ((وزوجني من الحور العين)) فماذا أدخر الله للنساء؟ وجوابهن ان التزويج هنا بمعنى الواحد اثنان.. وللنساء كذلك.

يروى ان احدى العجائز جاءت رسول الله وقالت: يارسول الله ادعو لي لاكون من اهل الجنة، فاجابها السؤال مازحاً: ان العجائز لا يدخلن الجنة ((فأنزعجت العجوز وتوسلت برسول الله وقالت له ماذا اعمل؟

قال تعودين شابه وتدخلين الجنة.. النساء يدخلن الجنة وعمر الواحدة منهن ستة عشر سنة والرجال يدخلون الجنة وعمر الواحد منهم ثلاثة وثلاثين سنة وهو خالدين بهذا العمر.

والتزويج بالحور العين الرفيق الجليس.. وبناء على ذلك فليس هناك ما يمنع النساء من ترديد هذا الدعاء.. ألهي طهرني واوصلني الى المقام الذي اكون معه جليس الحور العين فلو قالت امرأة اذا كان معنى ((زوجني)) غير ممكن مع الحور العين فما هو مصير النساء؟ اذا كانت المرأة من أهل الجنة وكان زوجها كذلك فانهما يستطيعان ان يكونا معاً هناك.

وعن ام سلمة أم المؤمنين وهي من زوجات الرسول عليه افضل الصلاة والسلام انها سألت رسول الله عن النساء اللاتي تزوجن باثنين من الرجال ماذا تفعل في الجنة؟ يروى انه (ص) قال : الخيار للمرأة تختار ايهما تشاء لتتزوج منه.

الانس بالزوجة هي شغل وسعادة اهل الجنة.. فكل امرأة تدخل الجنة تتزوج من زوجها ان كان من اهل الجنة.. حقيقة الوصل انما هي في الجنة.. الحور العين اللواتي اثنى عليهن الله لا تمتد انظارهن الى غير ازواجهن.. الزوج الحبيب.. والمطلوب.. والمعروف.

والنقطة المهمة هي الفرق بين زواج الدنيا والجنة.. ولا يتصورون احد انهما متساويان، بل يتفاوتان ففي الجنه.. فهي ذكر وتذكر ودعاء

والغناء في الجنة ذكر وتسبيح لله.

اصحاب الجنة يشفع احدهما للآخر كما وعد الله خصوصاً اذا كانت زوجته الدنيوية، جاء في بعض الروايات ان الزوجة والابن مهما كانا في درجة واطئة في الجنة فان الله يرفعهما بشفاعة المؤمن اصحاب الجنة وزوجاتهم يتكئون تحت ظل العرش.

والمؤمن في الجنة تكون شهيته للطعام تعادل شهية مائة رجل في الدنيا بدون ان يدخله الاذى.

ومن جملة الامور التي ادخرها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في الجنة وذكرها بالتعظيم ((الحور العين)) وقد جاء في الآية الكريمة ( وزوجناهم بحور عين..) وقد عرفنا ان تزوج الحور العين في الجنة ليس مثل تزوج اهل الدنيا

وصف حوريات الجنة

فقد وردت فيه روايات كثيرة عن جمالها، فقد روي عن رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام قوله: لو ان حوريه من حوريات الجنة نزلت على هذا العالم لهلك جميع الناس.

ومعنى هذا ان البشر لا يملكون القدرة والطاقة على النظر اليها، ولكن هذه القدرة والطاقة على النظر ستتوفر للإنسان في العالم الآخر، وروي عنه ان الحور لو نزلت الى عالم الدنيا لمحت نور القمر، ويقول كذلك ان الحور العين ترتدي سبعين حلة وكل حلة ينبعث منها عطر خاص، ولشدة شفافية هذه الحلل فانها تشق عن الجلد بل حتى عن مخ العظام، كما يشف الماء الصافي عما بداخله، وكل حورية مخصصة لخدمة واحد من المؤمنين .. والحوريات مشتاقات للمؤمنين الى الحد الذي وصفهن تعالى بـ ((قاصرات الطرف)) أي انهن لا ينظرن الا الى ازواجهن واذا ما تأخر المؤمن في الوصول الى الجنة فلا طاقة للحوريات على الصبر.

لقد ادخر الله للمؤمن اشياء كثيرة في الجنة.. فهناك أي زوج تريد تلك الملكة التي تكون بمثل هذه الرقة والشفافية؟.. تلك المرآة التي يتطاير النور من تبسمها تريد على الاقل زوجاً يشع منه نور الايمان.. لان المؤمن يشع منه النور.

فكيف يمنحك الله امرآة يشع منها النور في الوقت الذي تجلك الظلمة؟ هذا لا يمكن وليس هو بالسهولة التي يتصورها البعض فبدون الايمان لا يمكن ذلك..

والشيئ الآخر: ليس في الجنة شيئ اسمه الغفلة عن الله، او هوى النفس، بل الجميع خاشع ذاكر لله

نسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخره